يتحدّث الكتاب عن العلاقة الّتي تربط بين اللّسانيّات وتعليميّة اللّغة، ذلك أنّ تعليم اللّغات وتعلّمها بما فيها اللّغة العربيّة واجه عدّة مشاكل، تتعلّق بالمناهج ومضامين الكتب والمقاربات النّاجعة لتحقيق الأهداف، وتنميّة الكفاءات المقصودة، وبناء أجيال تحسن التّواصل بلغتها دون عائق في مستوى التلقّي ومستوى الإنتاج، وتعبّر عن طموحاتها بما يتوافق وأخلاق المجتمع، فبات من الضّروري استغلال مبادئ اللّسانيّات بمختلف فروعها البنيويّة والوظيفيّة والتّداوليّة، وتبنّي مقارباتها اللّسانيّة الرّائدة في هذا المجال، وقد شرعت الجزائر فعلا في تطبيق هذه النظريّات خاصّة مع الجيل الثّاني، الّذي يشهد تغييرا في المناهج والمصطلحات والبرامج والكتاب المدرسي، والّتي من شأنها الارتقاء بواقع اللّغة العربيّة تعلّما وتداولا، وتحقيق الأهداف وبناء الكفاءات، ويجد القارئ في هذا الكتاب المقاربات الّتي تعتمدها الجزائر في تعليم العربيّة وتعلّمها مع نماذج تطبيقيّة لكيفيّة التّعامل مع ميادينها، ونسأل الله تعالى أن يوفّقنا لما فيه خير.