لم تسلم الجزائر من مشكلة المخدرات كباقي دول العالم، وبحكم موقعها الجيوستراتيجي المطَل على البحر الأبيض المتوسط، بشريط ساحلي يقدر بـ 1622 كم، وحدود برية تقدر بـ 6.343 كم موزعة على سبعة دول، منها المملكة المغربية بـ 1559 كلم، والتي تعتبر أكبر منتج لراتنج القنب في العالم. مما جعل الجزائر من أهم مناطق العبور لجميع أنواع المخدرات في المنطقة. غير أن كمية معتبرة من هذه المخدرات تبقى في القطر الوطني للاستهلاك، حيث تقدر كميات المخدرات الموجهة إلى دول أخرى 74 % مقابل 26 % للاستهلاك المحلي في الجزائر، ويعتبر هذا العامل من أهم اسباب وفرة المخدرات بكل أنواعها في السوق غير الشرعية للمخدرات.
إن عدد المدمنين في الجزائر في منحى تصاعدي من سنة إلى أخرى، وهذا ما تؤكده الأرقام التي تصدر عن الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، حيث تم تسجيل سنة 2014: 18870 شخص مدمن التحقوا بمراكز العلاج ليتلقوا بروتوكول العلاج من الإدمان، ليصبح سنة 2016: 21507 حالة، ليرتفع سنة 2017 إلى 22444 حالة، ويبلغ سنة 2018 (24424) حالة، أما سنة 2019 فتم تسجيل 23416 حالة، وسجلت سنة 2022: 27173 حالة
تعرض المؤلف في كتابه إلى تاريخ المسكرات والمخدرات في الجزائر، وطرق تهريب جميع أنواع المخدرات على كامل التراب الوطني.
تكمن أهمية هذا الكتاب، في الدراسة الميدانية التي قام بها الباحث على المدمنين بمصلحة علاج الإدمان بمستشفى فرانتز فانون، للوقوف على حجم مشكلة الإدمان في الجزائر وأسبابه الموضوعية والذاتية، والوقوف على الحقائق التي لا ترى بالعين المجردة، وإنما يتم استعمال فيها المجهر العلمي الابستيمولوجي من أجل فهم الظاهرة، ومحاولة تقديم يد المساعدة للسلطات المهتمة بمحاربة المخدرات، حتى يتسنى لها وضع سياسة وقائية وعلاجية لمشكلة المخدرات وتبني استراتيجية فعالة لخفض الطلب على المخدرات. كما يعتبر هذا المؤلف مرجع علمي مهم لجميع الباحثين في مجال المخدرات، سواء طلبة أو أساتذة أو مهتمين بمشكلة المخدرات.