أعمال الملتقى الوطني الاول حول سيرة ومسيرة المجاهد المؤرخ الاستاذ جمال قنان (1936-2021)

- سير وشخصيات -

معلومات الكتاب

المؤلف: مجموعة من المؤلفين

ردمك (ISBN): 978-9969-559-25-5

سنة النشر: 2024

الطبعة: الأولى

حجم الكتاب: 21-29.7 سم

عدد الصفحات: 246

الغلاف: عادي

تقديم الكتاب:

يُعد الأستاذ الدكتور جمال قنان أحد أهم المؤرخين الجزائريين في التاريخ الحديث والمعاصر ، وأحد الرواد العاملين على وضع أُسس المدرسة التاريخية الجزائرية ، فهذه المسألة شغلت باله منذ أن تصدى للدراسة والتدريس ، خصوصا بعد التحاقه بالجامعة الجزائرية ، ومن مواقفه ما جاء في آثاره : ” ” … فإن محتوى الإنتاج التاريخي لا يزال يعاني في عدد من جوانبه ، وحتى الآن ، من تأثير المدرسة الاستعمارية وبعض منه هو ببساطة ، يمثل استمرارية لنمط تعامل هذه المدرسة مع وقائع التاريخ الوطني …” حيث بيّن في كثير من تدخلاته ومحاضراته وكتاباته على ضرورة الحذر مما أنتجته مدرسة الاحتلال الفرنسية ، وأكد على ضرورة إخضاع ما أنتجته عن الجزائر  لدراسة نقدية معمقة، حيث يقول : “… إنه لمن الضروري ، عند التعامل مع تاريخ الجزائر تحت الاحتلال ، التحلي بنظرة نقدية تمكن من التمييز والفرز – وسط الكمية الهائلة التي كتبت عن الفترة -…”  ويقول في موضع آخر: ” … ويبدو أن الوقت قد حان لإلقاء نظرة نقدية على أعمال هذه المدرسة للتعرف فيما إذا كانت الأسس التي وضعتها للدراسات التاريخية للجزائر هي أسس صالحة يمكن اعتمادها والبناء عليها وتوسيعها بتطويرها، أم أنها أسس غير صالحة كلية أو صالحة في بعض جوانبها يمكن إهمال غير الصلح والاحتفاظ بالباقي؛ وباختصار يجب وضع حوصلة لهذه التركة الفكرية وتقييمها …».

ومما يُشار إلى منهج المؤرخ جمال قنان أنه يركز كثيرا على الوثيقة بحكم أنها الركيزة الأساسية لبناء التاريخ وللتدوين التاريخي حيث يقول في إحدى آثاره: «.. يمثل التوثيق ضرورة حيوية لكل مجهود علمي جاد، وبالنسبة للتاريخ تصل هذه الضرورة إلى درجة الجزم بكونه لا يمكن إنجاز أي عمل في التاريخ بدون وثائق …”.

إن هذا الشعور الوطني بالانتماء لبلده الجزائر إنما هو نابع عن أرضية صلبة تكونت منذ ولادته، بحكم نشأته في أسرة علمية، واختلاطه بشخصيات وطنية إصلاحية بداية من خاله الشهيد الربيع بوشامة، وزاد هذا الشعور بالانتماء إلى الدفاع عنه بالتحاقه لصفوف الثورة التحريرية، فلم يبق فكر جمال قنان في الدفاع عن الوطن بالسلاح فقط، بل تعداه إلى الدفاع بالعلم والقلم.

ومن هذا المنطلق عقد العزم على مواصلة الدراسة وفي عقر دار فرنسا تحديا لما كان لها من ماضٍ أسود في بلده، ليعود إلى أرض الوطن ليُكون إطارات الجزائر، ويُشربهم ويغديهم مما تعلمه في الجهاد بالسلاح والقلم، أن كره فرنسا عقيدة وشريعة من شرائع الله.

فلذلك نجد أن الأستاذ الدكتور جمال قنان قد جمع بين صفات وأعمال قلّما تجتمع في كثير من القادة، فكان مجاهدا، وكان معلما وأستاذا جامعيا، وكان وطنيا حتى النخاع، وكانت له مواقف جريئة وشجاعة ونادرة في كثير من الأحيان.