قد يصادف الأستاذ مشكلات وتساؤلات عديدة في كل موقف تعليمي يمر به
وعليه أن يحلها بطريقة واقعية وعلمية ،الأمر الذي يحتم عليه أن يقوم بالبحث
العلقي، لذا تضع عدد من المجتمعات البحث العلمي في أولويات اهتماماتها عند تكوين
الأسـتاذ، من منطلق أن بحث الأســــتاذ ليس هدف وإنما وسيلة تسهم في بناء قاعدة
معرفية خاصة به يمكنه وضعها حيز التطبيق، ومن ثم يستطيع تنميتها وتطويرها
إذ أن الأبحاث التي يقوم بها أوفر حظا في التطبيق داخل حجرة الدراسة، وأكثر نفعا له، كما أنها تعمل على زيادة دافعية الأسـتاذ نحو التعليم المسـتمر، وتنمية الاتجاهات
نحو تحليل الأداء، فترتفع مكانته ومن ثم مهنة التعليم في المجتمع.
يحاول هذا الكتاب تسـليط الضوء على واقع البحوث الإجرائية بالجزائر ومعوقاتها والوضعية التي تعيشـها؛ من خلال محاولة فهم أسـباب تدني مهارات البحوث الإجرائية أو بحوث العمل لدي مســــــتخدمي التربية عموما خاصة الأساتذة والمفتشين وعزوفهم عنها وعدم إقبالهم على القيام بها، وكذا عدم الإفادة منها بشـكل فاعل في حل المشكلات التعليمية اليومية التي تواجههم في حياتهم المهنية.