أضحى التسويق اليوم يشكل أهم الوظائف الإدارية لأي مؤسسة، فقدرة أي مؤسسة على إنتاج السلع وتقديم الخدمات تكون محدودة ما لم يصاحبها جهداً تسويقياً فعالاً يساعد على تحديد احتياجات المستهلك وزيادة المبيعات والربحية الّتي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها. فقد تقوم إدارة الإنتاج بإنتاج سلعة معيّنة بكميات كبيرة وبتكلفة مناسبة، وقد تضع إدارة البحوث والتطوير تصميماً جذاباً للسلعة وتوفر الإدارة المالية التمويل الكافي …إلخ، ولكن كل هذه الجهود لن تؤتي ثمارها إلا بالتسويق الفعّال للسلع والخدمات … الخ، الّتي تقدمها المؤسسة للسوق المستهدف.
ولقد زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بدراسة وتطبيق المبادئ والمفاهيم التسويقية في معظم المؤسسات على اختلاف أنواعها نتيجة للعديد من العوامل، منها زيادة الإنتاج بكميات تفوق الطلب عليها، وزيادة المنافسة بين المؤسسات واتساع الأسواق، وبعد المسافة بين المنتجين والمستهلكين وغير ذلك من العوامل الّتي أدت إلى تحول السوق من “سوق بائعين” حيث الكميات المعروضة أقل من الكميات المطلوبة من سلعة معيّنة إلى “سوق مشترين”، حيث تزداد الكميات المعروضة من السلعة عن الطلب عليها، وبالتالي أصبح المستهلك أو العميل عموما يحدد نوعا ما توجهات السوق. وقد أدى ذلك إلى تحول النظر للنشاط التسويقي من كونه أداة لإتاحة السلع في الأسواق المختلفة وحث المستهلك لشرائها، إلى النظر إليه كنشاط وفلسفة تقوم على إشباع احتياجات المستهلك عن طريق دراسة سلوكه ودوافع شرائه، وتخطيط وتقديم المنتجات الّتي تلبي وتشبع هذه الاحتياجات بسعر ملائم، وفي المكان والوقت المناسبين.