دأب الشّعر العربي على رفض التّقولب والتّقوقع فكان كالطّائر الحرّ لا يستكين للقيود، ولا يألف نمطيّة التّغريد، لذا نراه – أي الشعر العربي- يجدّد صوره كلّما مسّها لفح الرّتابة.
وقد اعتمد هذا العمل على المنهج الأسلوبي القائم على آلية الانزياح الدّلالي والصوتي التي من شأنها خلخلة المستقرات والخروج عن المألوف مما يؤدي إلى الإثارة الفنّية المتوخية استجابة دينامية ليست من جنس المنبه، وقد رام استهلال تلافيفه بإبراز الإمكانات الأسلوبية ومحاولة شدّ عضُدها ببنيات الشعر العربي القديم ومن ثَمّ إحداث التّناسب الطردي بينهما، كما استقـــــصى المستفحلين من الشّعراء القدماء المتمردين على الصّورة الشّعرية النّمطية.
كذلك تضمن البحث نتائج جمام من بينها: استطاع بعض الشّعراء المتقدّمين تحقيق قفزة نوعيّة تجاوزت السّائد والمبتذل، فكانت مُعوّلا فعّالا في فتح باب التّجديد على الصّورة الشّعرية.