إن هذا الكتاب موجه لطلبة إدارة الأعمال وإدارة الموارد البشرية، يتمحور حول موضوع الجماعات التي تمثل سمة مميزة للحياة العصرية، فهي تنتشر بشكل واسع وكثيف، إذ أن الكثير من الأعمال والأنشطة التي يقوم بها الفرد تتم عن طريق الجماعات، ويرجع ذلك إلى أن الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، فهو منذ لحظة ولادته وحتى وفاته يتصل ويتفاعل مع أنواع عديدة من الجماعات التي تلعب دورا مهما وحيويا في حياته، فهو يولد ليجد نفسه في جماعة وهي أسرته، ثم يقضي جزءا كبيرا من حياته بعد الطفولة يعيش ويتفاعل مع الجماعات في المدرسة والنادي والأصدقاء وغيرها، وبعدما يكبر ينضم إلى جماعة العمل لإنجاز الأعمال وإشباع حاجاته، هذا ما يدل على أن الجماعة ضرورية في الحياة العصرية. وإذا ما نظرنا إلى المؤسسة، وعلى اعتبار أن العمل فيها يتم في الغالب في إطار الجماعات، جعلها تعتمد اعتمادا كبيرا على جماعات العمل المختلفة كأساس تستند عليه في تحقيق أهدافها وإنجاز أعمالها.
ونظرا لأن جزءا ملموسا من حياة المؤسسات يتضمن جهدا جماعيا، فإن جانبا غير محدود من وقت الفرد سوف ينفق في العمل مع الآخرين في شكل جماعات عمل، هذه الأخيرة لها تأثيرها على سلوك الفرد داخل المؤسسة وعلى دافعيته للعمل فيها، فهو يعمل ضمن وحدات تنظيمية مختلفة كالدوائر والأقسام واللجان وفرق العمل وغيرها، والتي تمثل في مجملها مكونات البناء التنظيمي للمؤسسة، مما يدل على أهمية جماعات العمل بالنسبة للفرد والمؤسسة على حد السواء.