يتناول المؤلف بالدراسة والتحليل الدور الذي تضطلع به المنظمات الدولية العالمية، في مجال إحلال السلام والاستقرار في العالم، ودراسة أهم التحديات والمعوقات التي تواجهها في هذا المجال. فلا يخفى أن حفظ السلم والأمن قضية مفصلية في حياة الدول، فلا يُمكن الحديث عن حقوق الإنسان، ولا سيادة القانون ولا ديمقراطية، دون سلم وأمن دوليين، بل أن بقاء الدول ذاتها واستمرارها من عدمه مرهون بتحقق السلم والأمن من عدمه.
ويُعد حفظ السلم والأمن الدوليين من المهام الثقيلة التي أُلقيت على كاهل عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة، التي استخلفت العصبة محاولة تفادي عوامل فشلها. وإن كانت هيئة الأمم قد عمرت طويلا مقارنة بفترة حياة العصبة، إلا أن ذلك لا يعني نجاحها في حفظ السلم والأمن، فلا تزال تشهد الساحة الدولية عديد من النزاعات المسلحة، وكثير من حالات العدوان والإخلال بالسلم والأمن الدوليين، دون أن يكون لها أي دور يُذكر حيالها، بل وكثيرا ما كانت الدول تتجاوزها وتتخذ قرارات مصيرية حتى دون اللجوء إليها.