إدارة الموارد البشرية كمادة علمية مثلها مثل بقية العلوم الاجتماعية ذات الطبيعة النوعية يُستعمل في تدريسها المحاضرات والبحوث والتربصات الميدانية، وفي بعض الحالات القيام بزيارات للمؤسسات. وتمثل هذه وسائل بيداغوجية يلجأ إليها الأستاذ الباحث. هذا الأستاذ الذي يبحث دوما عن وسائل أو تقنيات تعلُمية تشجع العمل الجماعي وتبادل المعارف والتحليل والتفكير وكذا المبادرة باقتراحات علمية بناءة، وجد في دراسة الحالة الوسيلة البيداغوجية التي تحقق مبتغاه.

  تعتمد هذه التقنية، والمتمثلة في دراسة الحالة، على وضعيات مشكلة حقيقية أو افتراضية في مجال الأعمال ومنها إدارة الموارد البشرية وهذا لاختبار المعارف النظرية وترسيخها، ووضع الطالب موضع الفاعل المقرر. فهي تشجع على تبادل المعارف والنقاش ومن ثم تعلم ممارسات واقعية في إدارة الموارد البشرية، كما تساعد على اكتساب قدرات التحليل والتلخيص والفعل، وعلى أساسها نفكر ونتفاعل ونتصرف. فهي وسيلة للمصادقة على المعارف النظرية المكتسبة من قبل الطالب.

  جاءت محتويات هذا الكتاب لتوضح ماهية الحالة ومنهجية معالجتها في فصلين متتاليين، ثم تطرقت بقية الفصول إلى 20 حالة مع حلولها. من هذه الحالات ما هو وجيز بسيط وآخر طويل معقد لتتناول أنشطة إدارة الموارد البشرية في المنظمات. وعرض الفصل الأخير من الكتاب حالات ارتأينا أنها ذات علاقة وثيقة بالموارد البشرية.