ينفتح الباحث في تاريخ الأدب ونقده على تعدّد أشكال وصور التّعامل مع ثنائيّة ” الشّعر والنّثر” عند الأوائل؛ خاصّة وأن هذه الظّاهرة لم تنحصر زمانيّا عند العرب فقط؛ بل كانت حاضرة لدى الشّعوب الأخرى على شاكلة اليونانيّين؛ وهو ما يستدعي تتبّع أولى ملامح جذوة الصّراع وأسبابه ودواعيه ومآلاته؛ وجدليّة الائتلاف والاختلاف في زوايا الالتقاط لهذه الثّنائيّة؛ ومعرفة أي القوالب الفنيّة تسع العقل والنّقل وتصوّر طبيعة تفكير الرّجل العربيّ وسبل عيشه وتنقّله وترحاله الدّائم، وتبصّره بالطّبيعة ومواطن الجمال فيها؛ وما سرّ التّفاضل والفوارق النّوعيّة التي أقام عليها النقّاد دعائم وقواعد كلّ من النّثر والشّعر.